هذه هي الغاية من الزفاف ، إعلان النكاح الذي شرعه الله لعباده ،
وكما أن للنكاح أحكاماً تتعلق به ، فاعلم سلمك الله أن إعلان هذا النكاح له أحكام تتعلق به هو الآخر ، وأن هذه الأحكام وتلك لا تكون إلاّ من الشارع الحكيم
وقد بين الله هذه الأحكام ببعثه رسوله محمد ولم يجعلنا هملاً بأن نحتكم إلى عقولنا وإلى أهوائنا فإن العقول تتفاوت والأهواء تتهافت على فعل المعصية وارتكاب الذنوب .
والله - عز وجل- قد بين لنا أحكام هذا الزفاف حتى يكون زفافاً إسلامياً لا مجرد مسمى خاليا من المحتوى الشرعي ،مزيفاً يتستر به من يظن نفسه أنه من أصحاب السنة والطريق السوي
فالناظر إلى الأعراس عند الكثير من الناس ممن يطلقون عليها بأنها إسلامية ؛ يجدها قد حادت عن الطريق المستقيم المقتبس من الكتاب الكريم وسنة الرسول الأمين .
ذلكم أنَّ هذه الأعراس قد ابتدع فيها ضلالات ألصقوها إلى الإسلام -وهو بريء منها - ، مضللين المؤمنين بأقوالهم وأفعالهم مستترين باسم الإسلام،
وحتى يكون المؤمن على بصيرة من أمره يعبد ربه من كتاب ربه وسنة رسوله ، لا من رجالٍ وجماعات وأحزاب ؛ تدندن لأفكارها ومعتقداتها ، فإننا سوف نتعرض في هذا الموضوع إلى هذه الأعراس المبتدعة ، وما فيها من مسميات باطلة ونقارن بينها وبين العرس الإسلامي الصحيح بفهم الكتاب وصحيح السنة المطهرة .
فنقول وبالله التوفيق :
1ـ إن هذا العرس المسمى بالإسلامي - زوراً وبهتاناً –؛ إنّما هو عرسٌ شبيهٌ بأعراس الفساق ، من : سماع الموسيقى ، والغناء ، فلو نظرت إلى أعراس هؤلاء الفساق – خاصة ما يسمونه (بسهرة الشباب ) - ، لوجدتهم يغنون ويرقصون ، ويصفقون ،
ثم إنك إذا نظرت إلى تلك الأعراس المسماه إسلامية لوجدتها كتلك ، فهؤلاء يغنون ، وهؤلاء يغنون وكذلك يرقصون ويصفقون ؛ إلاّ أنَّ الأولين لم يسموها إسلامية ؛ والآخرين كانوا أشد جرأة على الله ودينه، وسموها إسلامية ،
وإنّ لهؤلاء شبهة في استخدام الدفوف في الأعراس وياليتهم اكتفوا بذلك مع تحريمه ، ولو كانوا صادقين بأنهم متبعون لاكتفوا به فكما تعلم إن كثيراً منهم كما ذكرنا يرقص ويصفق وبعضهم يستعمل الطبل وآخرون بما يسمى (القرْبة ) وغيرهم –يستخدمون ما يسمى الدرامز -، ويقولون: هذا ليس بحرام ،
فشبهة هؤلاء تلك الأحاديث العامة التي تبيح استعمال الدفوف .
وهذه هي الطريقة التي يعتمد عليها معظم المبتدعة لتمرير معتقداتهم وأفكارهم الزائفة .
فيرد على هؤلاء بأن يقال لهم : لو كان هذا الفهم الذي فهمتموه خطأ ، هو الحق ، لكان أولى الناس للعمل بهذا الفهم رسول الله وهو المبعوث من عند الله المبلغ لشرعه وصحابته الكرام هم الذين عاصروا الرسول ، وهم أكثر الناس فهماً لتلك النصوص
ومن ذلك قوله : "عليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين ، المهديين عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة".
فإذا كان هؤلاء لم يفعلوا فعلتكم هذه باستدلالكم هذا فكيف تجرأتم أنتم وفعلتم ذلك الفعل ؟!! فإما أن تكونوا أكثر فهماً منهم ؟ وإما ان يكون الرسول خان الرسالة ـ نعوذ بالله من قول ذلك ـ ؟ وإما أن يكون الصحابة قد عصوا الله والرسول ، ولم يبلغوا ما علموا ، وكانوا ممن كتم العلم؟
وكل ذلك باطل لا يصح ولا ينبغي لمؤمن ومؤمنة أن يقول بشيء منه وإلاّ دخل بالكفر أو كان على أبوابه . فإذا أنكرتم القول بذلك – ولا شكّ أنَّكم منكرون – فكيف يصح لكم هذا الاستدلال فإن الرسول لم يأمر به والصحابة لم يفعلوه فأصبح من البدع والضلالات .
ونحن نقول لكم إن استدلالكم بالنص العام الذي تستدلون به على جواز استخدام الدفوف وهو قوله :"فصل ما بين الحلال والحرام ؛ الدف والصوت في النكاح".
إن هذا نص عام قد خصص بقرائن تدل على أن هذا الاستدلال لا يصح بعمومه إلاّ بتلك القرائن . من ذلك : أن الرسول قد أباحه للنساء في حديث خالد بن ذكوان ، قال : قالت الرُّبيع بنت مُعوِّذ بن عفراء : جاء النبي يدخل حين بُنى عليّ ، فجلس على فراشي كمجلسك مني فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر ، إذ قالت إحداهن : وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال : "دعي هذه ، وقولي : بالذي كنت تقولين".
فدل هذا الحديث على أن الضرب بالدف هو للنساء لا للرجال ، وإلاّ لو كان الضرب بالدف مباحاً للرجال لما امتنع الرسول وصحابته من الضرب به ، فإن هذا لم يحدث منه ولم يحدث من صحابته ولو كان حقاً لفعلوه كما ذكرنا لأنهم هم أكثر الناس اتباعاً للكتاب والسنة .
2ـ ومن بدع هذه الأعراس المسماة بأنَّها إسلامية أنَّك تجد فيها الزوج وهو (العريس) يلبس بنطالاً وقميصاً وما يسمى (بالكرفتة) ـ ربطة حول العنق ـ متشبهاً بذلك باليهود والنصارى الذين يدعون أنَّهم يحاربونهم ويحذرون الناس من شرورهم وهم أول من وقع في شباكهم ، فإن سلمنا لهم بالبنطال إن كان واسعا فما بالكم بربطة العنق أو ما يسمى " كرفته "
3ـ أعراسهم الإسلامية هذه يدَّعون فيها عدم الاختلاط ، وإذا نظرت إليهم ؛ تجد العريس بجانب عروسِه في ذلك الزواج ! بينما يمنعون الآخرين من الدخول على النساء ، وكأن هذا العريس يسمح له بالاختلاط والنظر إلى العورات ، ولا يسمح لغيره !!
ولا حول ولا قوة إلاّ بالله .
4ـ من ديدن هؤلاء أنَّهم دائماً يرفعون أصواتهم بإعلان محاربتهم لليهود والنصارى وهم أول متبع ومقلد لهم ومخالف لسنة رسول الله فالرسول يقول في حديث عبدالرحمن بن عوف "أولم ولو بشاة"وهم لا يعرفون في أعراسهم إلاَّ الكيك والعصير ؟!.
5ـ أما العروس في تلك الأعراس (الإسلامية)!! فإنَّها تلبس ذلك الثوب الذي يكلف أحياناً مئات بل آلاف الدنانير في تلك الليلة ويكون معظم هذا اللباس غير ساترٍ لعورتها أمام النساء ، ثم ترميه بالخزانة - خزانة الألبسة- لا تنتفع منه بشيء ففيه من السرف والتبذير والتشبه بالكافرات ما لا يعلمه إلاّ الله ،
6ـ لا تخلو هذه الأعراس (الإسلامية)!! من محرمات أخرى ،
كالتدخين، وإن كان هذا الأمر مما ابتلي فيه كثير من المسلمين فأقل الأمر الإنكار عليهم أو عدم شراء علب الدخان لهم كما يحدث عند البعض والله المستعان .
فيا إخوة الإيمان والإسلام :
أعرفتم كيف أن البعض قد داهنوا وضللوا وتستروا على المسلمين بإسم الإسلام فهذا هو الزفاف الذي ترتكب فيه المحرمات وتجتنب فيه المباحات أصبح إسلامياً ،
فكيف يكون هذا العرس إسلاميّاً ؟!
فيا أخي المسلم ! كن مسلماً غيوراً على دينك تعرفه من كتاب ربك وسنة نبيك ، ولا تتبع أهواءهم فيضلوك عن السبيل فإن أعراسهم تلك مليئة بالمعاصي والذنوب والبعد عن النهج المستقيم فلا يجوز لك حضور تلك الدعوة إذا اشتملت على تلك المعاصي لا تكون فيها إلاّ داعياً إلى الله ورسوله : منكراً عليهم بدعهم
"هذا ابن عمر –رضي الله عنه ـ يدعو أبا أيوب لمنزله ، فرأى في البيت ستراً على الجدار ، فقال ابن عمر غلبنا عليه النساء فقال من كنت أخشى عليه فلم اكن أخشى عليك فوالله لا أطعم لكم طعاماً ، فرجع".
أرأيت يا أخي وفقني الله وإياك ما أشد تمسك الصحابة بدين الله وسنة رسوله فمن أجل ذلك ملكوا الدنيا لا بالأناشيد والعويل وكثرة القيل والقال .
** الزفاف الإسلامي (الصحيح )
إن الزفاف الإسلامي لم يكن في يوم من الأيام كمثل هذه الطريقة المبتدعة كما ذكرت آنفاً ،
فالزفاف الإسلامي : تكون فيه الدفوف للنساء فقط لا للرجال ولا يكون فيه الاختلاط أبداً ، ولا ما ذكرت مما وقع فيه هؤلاء ، بل يكون بالدعوة لتناول طعام الوليمة ولا يشترط فيه طعام معين ، إلاّ أن يطلق عليه اسم الطعام مما اعتاده الناس في مآكلهم ومشربهم- ، ويأكل الرجال والنساء الطعام - بدون اختلاط ـ
والنساء كما ذكرت يضربن بالدفوف بدون رفع الأصوات بحيث لا يسمعهن الرجال خوفاً من الفتنة ، فيكون بذلك عرساً إسلامياً ، لا ابتداع فيه ولا تضليل لخلق الله ؛
ويتلخص بما يلي :
1ـ يُدْعَى الناس إلى طعام الوليمة .
2ـ يعلن النكاح بالضرب بالدفوف والغناء للنساء .
3ـ يباح أن يكون ثلاثة أيام ولا يزيد على ذلك لحديث أنس : أقام النبي بين خيبر والمدينة ثلاثاً ، يُبني عليه بصفية بنت حيي ، فدعوت المسلمين إلى وليمته ؛ فما كان فيها من خبز ولا لحم أمرنا بالأنطاع فألقي فيها التمر والإقط والسمن فكانت وليمته.
أخي المسلم :
إن أبيت إلاّ فعل تلك المنكرات فلا توقع غيرك فيها فتَضِلْ وتُضِلْ ، وهذا ذنب عظيم يخشى من عاقبته ، نسأل الله السلامة لنا ولك ، والحمد لله رب العالمين.
بقلم : أحمد بوادي
يا من أردت أن تتزوج أو تزوج ولدك احذر ما يسمى الزفاف الإسلامي ؟؟!!! .