بدر الدجى المديرة العامة للمنتدى
عدد الرسائل : 164 تاريخ التسجيل : 17/07/2008
| موضوع: ما أصعب الكلام لأحمد مطر السبت يوليو 19, 2008 8:03 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما أصعب الكلام قصيدة إلى ناجي العلي
شكراً على التأبين والإطراء يا معشر الخطباء والشعراء
شكراً على ماضاع من أوقاتكم في غـمرة التدبـيج والإنشاء
وعلى مداد كان يكـفي بعضه أن يغـرق الـظلماء بالظلماء
وعلى دموع لو جرت في الـبيد لانحلت وسار الماء فوق الماء
وعواطف يغدوا على أعتابها مجنون لـيلى أعقل العقلاء
وشجاعـة باسم القتيل مشيرة للقاتلين بغـير ما أسماء
شكراً لكم ؛ شكراً ؛ وعـفواً إن أنا أقلعت عن صـوتي وعن إصغائي
عفواً ؛ فلا الطـاووس في جلدي ولا تعلو لـساني لهجة الببغاء
عـفوا ً؛ فلا تروي أساي قصيدة إن لم تكن مكتوبة بدمائي
عفواً ؛ فإني إن رثيت فإنما أرثي بفاتحة الكتاب رثائي
عـفوا ً؛ فإني مـيـت يا أيها الموتى ؛ وناجي أخر الأحياء
*****
ناجي العلي لقد نجوت بقدرة من عـارنا ، وعلوت للعـلياء
إصعد ؛ فمـوطنك السماء ؛ وخلنا في الأرض إن الأرض للجبناء
للموثقين على الرباط رباطنا والصانعـين النصر في صنعاء
ممن يرصون الصكوك بزحفهم ويناضلون براية بيضاء
ويـسـافحون قضية من صلبهم ويصافحون عداوة الأعداء
ويخلفون هـزيمة ؛ لم يعـترف أحد بها، من كثرة الآباء
إصعد فموطنك المرجى مخـفر متعـدد اللهجات والأزياء
للشرطة الخصيان؛ أو للشرطـة الثوار ؛ أو للشرطة الأدباء
أهل الكروش القابضين على القروش من العروش لقتل كل فدائي
الهاربين من الخنادق والبنادق للفنادق في حمى العملاء
القافزين من اليسار إلى اليمين إلى اليسار إلى اليمين كقفزة الحرباء
المعلنين من القصور قصورنا واللاقطين عطية اللقطاء
إصعد ؛ فهذي الأرض بيت دعارة فيها البقاء معلق ببغاء
من لم يمت بالسيف مات بطلقة من عاش فينا عيشة الـشرفاء
ماذا يضيرك أن تفارق أمة ليست سوى خطأ من الأخطاء
رمل تداخل بعضه في بعضه حتى غدا كالصخرة الصـماء
لا الريح ترفعها إلى الأعلى ولا النيران تمنعها من الإغفاء
فمدامـع تبكيك لو هي أدركت لبكت على حدقاتها العمياء
ومطامع ترثيك لو هي اتصفت لرثت صحافة أهلها الأجراء
تلك التي فتحت لنعيك صدرها وتفننت بروائع الإنشاء
لكنها لم تمتلك شرفاً لكي ترضى بنشر رسومك العذراء
ونعتك من قبل الممات ؛ وأغلقت باب الرجاء بأوجه القراء
وجوامع صلت عليك لو أنها صدقـت لقربت الجهاد النائي
ولأعلنت بـاسم الـشريعة كفرها بشرائع الأمراء والرؤساء
ولـساءلتهم : أيهم قد جاء منتخياً لتا بإرادة البسطاء؟
ولسائلتهم: كيف قد بـلغوا الغنى وبلادنا تطتظ بالفقراء؟
ولمن يرصون الـسلاح؛ وحربهم حب ؛ وهم في خدمة الأعداء؟
وبأي أرض يحكمون وأرضنا لم يتركوا منها سوى الأسـماء؟
وبأي شعب يحكمون، وشعبنا متشعب بالقتل والإقصاء؟
يحيا غريب الدار في أوطانه ومطارداً بمواطن الغرباء
لكنما يبقى الكلام محرراً إن دار فوق الألسن الخرساء
ويظل إطلاق العويل محللاً ما لم يمس بحرمة الخلفاء
ويظل ذكرك بالصحيفة جائزاً مادام وسط مساحة سوداء
ويظل رأسك عالياً مادمت فوق النعش محمولاً إلى الغبراء
وتظل تحت "الزفت" كل طباعنا مادام هذا النفط في الصحراء
*****
القاتل المأجور وجه أسود يخفي مئات الأوجه الصفراء
هي أوجه أعجازها منها استحت والخزي غطاها على استحياء
لمثقف أوراقه رزم الصكوك وحبره فيها دم الشهداء
ولكاتب أقلامه مـشدودة بحبال صوت جلالة الأمـراء
ولناقد "بالنقد" يذبح ربه ويبايع الشيطان بالإفتاء
ولشاعر يكتظ من عسل النعيم على حساب مرارة البؤساء
ويجر عـصمته لأبواب الخنا ملفوفة بقصيدة عصماء
ولثائر يرنو إلى الحرية الحمراء عبر الليلة الحمراء
ويعوم في "عرق" النضال ويحتسي أنخــابه في صحة الأشلاء
ويكف عن ضغط الزناد مخافة من عجز إصبعه لـدى "الإمضاء"
ولحاكم إن دق نور الوعي ظلمته ؛ شكا من شدة الضوضاء
وسعت أساطيل الغزاة بلاده لكنها ضاقت على الآراء
ونفك وهو مخمن على الردى بك محدق فالنقي كالإفتاء
الكل مشترك بقتلك، إنما نابت يد الجاني عن الشركاء
*****
ناجي، تحجرت الدموع بمحجري وحشا نزيف التار لي أحشائي
لما هويت متحد الهوى وهويت فيك موزع الأهواء
لم أبك،لم أصمت،لم أنهض ولم أرقد، وكلي تاه في أجزائي
ففجيعتي بك أنني تحت الثرى روحي،ومن فوق الثرى أعضائي
أنا يا أنا بك ميت حي ومحترق أعد النار للإطفاء
برأت من ذنب الرثاء قريحتي وعصمت شيطاني عن الإيحاء
وحلفت ألا أبتديك مودعا حتى أهيء موعدا للقاء
سأبدل القلم الرقيق بخنجر والأغنيات بطعنة نجلاء
وأمد رأس الحاكمين صحيفة لقضائد...سأخطها بحذائي
وأضم صوتك بذرة في خافقي وأضمهم في غاية الأصداء
وألقن الأطفال أن عروشهم زبد أقيم على أساس الماء
وألقن الأطفال أن جيوشهم قطع من الديكور والأضواء
وألقن الأطفال أن قصورهم مبنية بجماجم الضعفاء
وكنوزهم مسروقة بالعدل واستقلالهم نوع من الإخصاء
سأظل أكتب في الهواء هجاءهم وأعيده بعواصف هوجاء
وليشتم المتلوثون شتائمي وليستروا عوراتهم بردائي
وليطلق المستكبرون كلابهم وليقطعوا عنقي بلا إبطاء
لو لم تعد بالعمر إلا ساعة لقضيتها بشتيمة الخلفاء
*****
أنا لست أهجو الحاكمين؛ وإنما أهجو بذكر الحاكمين هجائي
أمن التأدب أن أقول لقاتلي عذرا إذا جرحت يديك دمائي؟
أأقول للكلب العقور تأدبا دغدغ بنابك يا أخي أشلائي؟
أأقول للقواد يا صديق،أو أأدعو البغي بمريم العذراء؟
أأقول للمأبون حين ركوعه حرما، وأمسح ظهره بثنائي؟
أأقول للص الذي يسطو على كينونتي:شكرا على إلغائي
الحاكمون هم الكلاب؛ مع اعتذاري فالكلاب حفيظة لوفاء
وهم اللصوص القاتلون العاهرون وكلهم عبد بلا استثناء
إن لم يكونوا ظالمين فمن ترى ملأ البلاد برهبة وشقاء
إن لم يكونوا خائنين فكيف ما زالت فلسطين لدى الأعداء
عشرون عاما والبلاد رهينة للمخبرين وحضرة الخبراء
عشرون عاماً والشعوب تفيق من غفواتها لتصاب بالإغماء
عشرون عاما والمواطن ما له شغل سوى التصفيق للزعماء
عشرون عاما والمفكر إن حكى وهبت له طاقية الإخفاء
عشرون عاماً والسجون مدارس منهاجها التنكيل بالسجناء
عشرون عاما والفضاء منزه إلا من الأغراض والأهواء
فالدين معتقل بتهمة كونه متظرفا يدعوا إلى الضراء
والله في كل البلاد مطارد لضلوعه بإثارة الغوغاء
عشرون عاما والنظام هو النظام مع اختلاف اللون والأسماء
تمضي به وتعيده دبابة تستبدل العملاء بالعملاء
سرقوا حليب صغارنا؛ من أجل من كي يستعيدوا موطن الإسراء؟
هتكو حياء نسائنا؛ من أجل من كي يستعيدوا موطن الإسراء؟
خـنقـوا بحـرياتهم أنفاسنا كي يستعيدوا مـوطن الإسراء؟
وصلوا بوحدتهم إلى تجزيئنا كي يستعيدوا مـوطن الإسراء؟
للشاعر أحمد مطر
| |
|