فاطمة .. تاج العفة الأمثل ..

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فاطمة .. تاج العفة ألأمثل..

ماتت .. ودمعُ العينِ لم يذبُـلْ=ماتت .. وعارُ القومِ لم يُغسَـلْ

ماتت .. وصرختها تناديكـم=ماتت .. فهل أعذارُكم تُقبَل ؟!

ماتت .. وأيُّ جراحنا تُشفـى=ماتت .. وبات الجُرحُ كالدّمَّل

ماتت .. ومات نعيمنـا لمَّـا=حلوُ الأماني صـار كالحنظـل

ماتت.. وماتت غيـرةٌ فينـا=نحن الشهودُ فلم نكن نجهـل !

عشنـا .. وفاطمـةٌ يعذبهـا=علجٌ ويهتكُ سترهـا المحتـلّ

عشنـا .. وفاطمـةٌ تنادينـا=لكننا بالصـوت لـم نحفـل

ننامُ مـلءَ جفوننـا غمضـاً=وجفونها بالنوم لـم تكحـل

عانـت كوابيسـا وأحزانـاً=وأنينهـا مـن ليلهـا أليَـل

لا خيرَ في الآساد إن كانـت=أعراضُهـم لعدوهـم تُهمَـل

ماتت كرامتنـا ومـا متنـا=غريبـةٌ حياتُنـا فـي الـذلّ

وكأننـا لا نـخـوةٌ فيـنـا=صرنا عن الأحداث في معـزِل

سحي دموعي حولها سحـي=جودي فهذا الواقـعُ المختَـلّ

لا خير في حُـرٍّ وفـي شهـمٍ=إن لم يبـادر يوقـدُ المرجَـل

هبوا إلى الرشـاش واحشـوهُ=بالنـار والبـارود والمشعـل

أو فارقبـوا حتـى يناديَكـم=فحلُ العلوج ويبطَـحَ الأول

وبعدهـا سيبطـحُ الثـانـي=وثالـثٌ قـد قـرَّب المِغـزَل

يا من له مـن بينكـم سمـعٌ=يا من له قلبٌ ، ألا تخجـل ؟!

ودع حياة الذُّل فـي الدنيـا=واطلب خلودا في غدٍ أفضـل

واخطب عروساً مهرهـا روحٌ=وبمهجةِ الصنديـد لا تبخـل

قدم لها فـي ساحـة العـادي=كم رأسِ علجٍ بالدمـا مُبتَـلّ

واسكُبْ دماءَ الطهـر قانيـةً=حول الحمى ما أعذب المنهـل

طهر خطايانـا بهـا وارحـل=فَلربمـا مـن لونهـا نخجـل

لا تحزنـي .. يـا فاطـمُ إنَّـا=نراك رمزَ الطهرِ فـي المحفـل

العارُ .. نحنُ العارُ يـا أختـي=وأنتِ تـاجُ العِفَـةِ الأمثَـل

لا تعـذري يـا فاطـمُ إنَّـا=نصغي لمن أفتى بمـا يحصـل :

تأكدوا من صـدقِ دعواهـا=وهل ترون الميلَ في المكحل ؟

فقبحـيـنـا إذ سمـعـنـاهُ=وقبحي مسموعنـا الأخطـل

فالوحل في فتواهُ يـا أختـي=وحالُنا مـن بعضِـه أوحَـل

والثأرُ إن ما تـمَّ يـا أختـي=فموتُنا مـن عيشنـا أجمـل

للتذكير :

هذه القصيدة كتبها الشاعرأحمد الطارش الفيفي السبت 27/11/1425 هـ إلى روح الشهيدة أختنا فاطمة التي بعثت رسالة من سجن أبي غريب تستغيث أخوانها المسلمين ب ( وامعتصماه ) لإنقاذها هي والأسيرات من تحت قبضة الأوغاد العلوج الكفرة الذين دنسوا أعراضهن الطاهرة ..... كتبت رسالة تطلب فيها قصف المعتقل انتقاما حتى لو أدى إلى قتلهن ..... فاطمة ماتت في قصف غير مقصود عليهن حيث تترس العدو بهن بعدما هاجم المجاهدون مقر الحراسة والثكنات فتم تبديل المواقع فأصيبت فاطمة في رأسها وسقطت شهيدة .

تقبلها الله في زمرة الشهداء ،،،

منقول